الذهب يرتفع قرب قمته التاريخية بسبب هبوط الدولار


استطاع الذهب العالمي أن يرتفع للأسبوع الرابع على التوالي ليقترب من أعلى مستوى تاريخي سجله في أكتوبر من العام الماضي، وفقًا لـ جولد بيليون.
وكان السبب الرئيسي وراء هذا التغير الكبير في سوق الذهب هو تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الأسبوع الأول من توليه الرئاسة الأميركية.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاعًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 2.5% ليصل إلى أعلى مستوى منذ 3 أشهر عند 2786 دولارًا للأونصة، وأغلق تداولات الأسبوع عند 2770 دولارًا للأونصة بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 2703 دولار للأونصة.
اقترب سعر الذهب من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 2790 دولارًا، حيث استطاع الذهب خلال الأسبوعين الماضيين تخطي خطوط المقاومة التي كانت تواجهه، ليصل إلى أعلى قمة سجلها، وسط ترقب الأسواق للخطوة القادمة، وفقًا لتحليل جولد بيليون.
تصريحات ترامب خلال خطاباته كانت هي المحرك الأول للأسواق المالية خلال الأسبوع الماضي. فقد اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنحو 25% على الواردات من كل من المكسيك وكندا، ورسوم أخرى بنسبة 10% على الصين اعتبارًا من الأول من فبراير القادم.
كما وعد بفرض رسوم على الواردات الأوروبية، ولكن دون الخوض في تفاصيل أكثر.
تسببت هذه التصريحات في انتقال تركيز الأسواق إلى بداية شهر فبراير، الذي سيعد حاسمًا بالنسبة لأوضاع التجارة العالمية، مما أعاد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق المالية.
ولم تعد مخاوف ارتفاع التضخم وبقاء الفائدة الأميركية مرتفعة هي المسيطرة على حركة الذهب.
من جهة أخرى، دعا ترامب في خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس منظمة الأوبك والدول الأخرى المنتجة للنفط إلى خفض أسعار النفط، وحث البنوك المركزية العالمية على خفض أسعار الفائدة.
اعتبرت الأسواق المالية أن الحديث موجه إلى البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخصوص خفض أسعار الفائدة، وبالتالي كانت التصريحات ضد توقعات الأسواق التي كانت ترى أن التعريفات الجمركية التي سيفرضها ترامب ستدفع التضخم إلى الارتفاع، مما سيجبر البنك الفيدرالي على الإبقاء على سعر الفائدة مرتفعًا.
الدولار هو الضحية المباشرة لتأجيل إدارة ترامب فرض التعريفات الجمركية خلال الأسبوع الأول من توليه منصبه، بالإضافة إلى مطالبته البنوك المركزية العالمية بخفض أسعار الفائدة بشكل دوري، مما يقلل من جاذبية الدولار.
سجل مؤشر الدولار انخفاضًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1.8% ليصل إلى أدنى مستوى منذ 6 أسابيع، مما صب في صالح الذهب الذي تربطه علاقة عكسية مع الدولار، ليستمر في الارتفاع بعد أن أصبح تكلفته مرتفعة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 21 يناير، أظهر ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 24721 عقدًا مقارنة بالتقرير الماضي، كما ارتفعت عقود البيع بمقدار 3300 عقد.
ويعكس التقرير ارتفاعًا في الطلب على الاستثمار في الذهب تزامنًا مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية، بسبب عدم الوضوح المتعلق بمستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة الأميركية، إلى جانب التوترات التجارية العالمية التي قد تنتج من قرارات الإدارة الأميركية الجديدة.
أسعار الذهب محليًا
ارتفع سعر الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي ليسجل أعلى مستوى منذ 6 أسابيع، ليجد الدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي بالإضافة إلى توقف سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عن التراجع في البنوك الرسمية.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم السبت عند المستوى 3840 جنيهًا للجرام، ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3843 جنيهًا للجرام.
وكان قد أغلق تداولات الأمس عند 3840 جنيهًا للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 3835 جنيهًا للجرام.
خلال الأسبوع الماضي، ارتفع سعر الذهب المحلي عيار 21 بنسبة 1.9% بمقدار 70 جنيهًا ليغلق عند المستوى 3840 جنيهًا للجرام بعد أن افتتح تداولات الأسبوع عند 3770 جنيهًا للجرام، وكان قد سجل أعلى مستوى عند 3863 جنيهًا للجرام.
يظل الدعم الرئيسي لارتفاع سعر الذهب المحلي هو حركة الذهب العالمي الذي ارتفع للأسبوع الرابع على التوالي ليسجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر، مقتربًا من أعلى مستوياته على الإطلاق.
هذا بالإضافة إلى توقف سعر صرف الدولار مقابل الجنيه عن التراجع، مما دعم ارتفاع سعر الذهب المحلي.
ويشهد سعر الصرف استقرارًا خلال الأيام الأخيرة بعد أخبار وتوقعات عن عودة حركة الملاحة إلى طبيعتها في قناة السويس بعد اتفاق الهدنة في غزة، وهو الأمر الذي سيعمل على زيادة الإيرادات الدولارية لقناة السويس بشكل تدريجي مقارنة بالعام الماضي.
وتوقع بنك جولدمان ساكس أن تقوم مصر بإصدار سندات دولية قبل نهاية النصف الأول من العام الجاري لتهدف إلى جمع من 3 إلى 4 مليار دولار.
كما توقع البنك الدولي أن تصدر مصر سندات دولية بقيمة 6 مليار دولار خلال العام المالي المقبل ونفس الرقم تقريبا خلال العام المالي التالي.
من جهة أخرى، نجد أن مصر قد سددت حوالي 7 مليار دولار من الديون المستحقة خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي، ليصل إجمالي ما تم سداده من التزامات خلال العام الماضي إلى 38.7 مليار دولار، وتصل تقديرات البنك المركزي المصري لالتزامات مصر خلال عام 2025 إلى 22.4 مليار دولار.
وخفض صندوق النقد الدولي توقعات النمو للاقتصاد المصري خلال العام المالي الجاري 2024-2025 ليصبح عند 3.6% بعد أن كانت التوقعات السابقة في أكتوبر الماضي عند 4.1%، كما توقع أن يرتفع النمو خلال العام المالي القادم بنسبة 4.1% بأقل من توقعاته السابقة التي كانت بنسبة 5.1%.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر الذهب العالمي خلال الأسبوع الماضي ليسجل أعلى مستوى منذ 3 أشهر، ويقترب من أعلى مستوى تاريخي تم تسجيله من قبل.
وبذلك يكون المعدن الأصفر قد ارتفع للأسبوع الرابع على التوالي بدعم من تصريحات ترامب الذي طالب البنوك المركزية العالمية بخفض أسعار الفائدة فورًا، إلى جانب إشارته إلى فرض تعريفات جمركية على الشركاء التجاريين بداية من الأول من فبراير القادم.
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاعًا خلال تداولات الأسبوع الماضي بدعم من الارتفاع الكبير في سعر أونصة الذهب العالمي بالإضافة إلى استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، مما دعم ارتفاع الأسعار.
استطاع الذهب العالمي أن يخترق منطقة 2730 – 2740 دولارًا للأونصة التي تمثل خط المقاومة الصاعد على المدى القصير، ليقترب السعر من قمته السعرية الأخيرة. الآن تترقب الأسواق الخطوة القادمة، وهل سيتمكن الذهب من اختراق هذه القمة أم سيدخل في تصحيح سلبي.
أما عن السعر المحلي: تمكن الذهب المحلي عيار 21 من تخطي المستوى 3800 جنيه للجرام خلال الأسبوع الماضي بعد أن اكتسب زخمًا إيجابيًا كبيرًا من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي.
ووصل الذهب إلى المستوى 3850 جنيهًا للجرام ولكنه أغلق تداولات الأسبوع تحت هذا المستوى، وفي حال اختراقه، يستهدف المستوى 3880 جنيهًا للجرام.